إن عمليات الاستشهاد والاقتباس من أبرز الأمور التي نحتاجها في الأبحاث العلمية وخلال إجراء الدراسات العميقة سنحتاج إلى الاستشهاد والاقتباس بكثرة.
ولهذا السبب يجب أن نحرص على أن نقوم بهاتين العمليتين بأسلوب احترافي وعلمي. ويجب أن نتعلم استخدامها بطريقة صحيحة فهذا من أبرز قواعد الأخلاقيات في البحث العلمي.
ما الذي نقصده بالاستشهاد والاقتباس؟
هو عملية يقوم بها الباحث العلمي باستخدام أمثلة لباحثين سابقين. أو الاستفادة من بعض النصوص العلمية التي كتبها أشخاص عملوا بذات المجال الذي نبحث به.
بحيث يكون من الممكن أن نقوم بعملية النقل بشكل كلي أو جزئي. والحرص على ذكر المصدر الذي تم الاستشهاد والاقتباس منه.
شاهد أيضاً: أدوات المنهج الوصفي في الدراسات البحثية
لماذا قد نستخدم الاستشهاد والاقتباس؟
إن البحث العلمي في أي مجال كان عبارة عن تراكم عبر التاريخ من التجارب. والنظريات العلمية فكل باحث في زمن من الأزمان يقوم بتجاربه، وأبحاثه في موضوع معين ويضع نتيجة لهذه التجارب ليأتي بعده باحث في نفس المجال ولكن في زمن مختلف. ليكمل مسيرة الباحث السابق ويجر تجاربه اعتماداً على نتائج الباحث السابق.
وهذا ما يفسر لنا التطورات المتسارعة التي تحصل ويمكننا أن نستنتج الأهمية الكبيرة لعملية الاستشهاد والاقتباس. التي يتم فيها ارجاع أي فكرة أو نتيجة علمية لصاحبها أو إرجاع أي مقولة أو نص إلى صاحبه.
ما هي مميزات استخدام الاستشهاد والاقتباس في الأبحاث العلمية؟
1- إثراء البحث العلمي:
حيث يمكننا أن نلاحظ أنه لا يوجد أي بحث علمي خالي من هاتين العمليتين عن أبحاث سابقة. وهذا يساعد على زيادة غنى هذا البحث وثرائه حيث يصبح أكثر إقناعاّ ويساعد على إثبات صحته.
2- المساعدة في التوضيح:
فهناك الكثير من الأفكار التي نستند عليها في البحث العلمي لكنها قد تكون غير واضحة عند البعض. فيمكننا أن نستشهد أو نقتبس من مرجع ونقوم بذكر هذا المرجع.
فإذا رغب أحدهم في فهم هذه الفكرة فيمكنه العودة لهذا المرجع الذي ذكرناه. عدا عن أن الاستشهاد والاقتباس عن السابقين يساعدنا في توضيح أفكار قد تصعب علينا عملية صياغة الفكرة من أجل التوضيح.
3- المساعدة في تحقيق الأهداف:
فكل بحث علمي لديه مجموعة من الأهداف واستخدام العمليتين في البحث العلمي يساعد على تحقيق هذه الأهداف بأفضل طريقة ممكنة.
4- إبراز المهارات:
فمن خلال الاستشهاد والاقتباس تظهر براعة الباحث العلمي فبالاستخدام الصحيح للنص المقتبس. سيتمكن كل باحث من إيصال أفكاره بطريقة محددة وبهذا ستختلف طريقة كل باحث عن الآخر وسيتميز الباحث الذي يوصل الفكرة بأفضل طريقة.
5- إظهار الفوارق بين الدراسات السابقة والحالية:
كما أن الزمن يتغير ويتم تطوير الكثير من الامور سواء عمليات البحث أو ظروف التجارب المتاحة. لهذا السبب سيساعدنا الاستشهاد والاقتباس في المقارنة بين ظروف البحث السابق والظروف الحالية التي نقوم ببحثنا خلالها.
قد يعجبك : الفرق بين التهميش والتوثيق
ما هي القواعد المتبعة في هاتين العمليتين؟
1- النصوص التي يتم اقتباسها يجب أن تكون ذات صلة وثيقة بموضوع البحث الذي نعمل عليه وأن تكون مرتبطة تماماً بالفكرة التي نبحث بها.
2- كما يجب أن نحاول عدم إطالة الاقتباس وألا يشغل حيز كبير من بحثنا ففي النهاية البحث لنا ويجب ألا يطغى عليه بحث آخر.
3-كذلك استخدامهما في حال الحاجة الماسة لها وألا يظهر وكأننا فقط نريد أن نقوم بعملية اقتباس لا تفيد أي شيء في بحثنا.
4-الإفصاح بشكل واضح عن كل المعلومات التي تتعلق بالبحث الذي قمنا بالاقتباس منه وبالإضافة لذلك يجب أن نذكر حاجتنا لها الاقتباس في بحثنا.
وفي النهاية يمكننا أن نقول بأن الاستشهاد والاقتباس أمر من المهم أن نستخدمه في البحث العلمي لكن يجب أن نحرص على استخدامه بشكله الصحيح والدقيق.