مناقشة النتائج وتفسيرها من أهم النقاط التي يلحقها الباحث ببحثه العلمي حيث تمثل النتائج البحثية نقطة انفراد البحث عن غيره من الأبحاث العلمية التي قدمت سابقًا في نفس المشكلة البحثية أو مجال الدراسة العلمي.
* تعريف نتائج الدراسة العلمية
هي مجموعة البيانات التي صاغها الباحث في صورة نتائج علمية منطقية بعد أن توصل لها من خلال العديد من الأدوات والأساليب العلمية التي استخدامها خلال مراحل البحث المختلفة.
تمثل مجموعة النتائج نتاج جهد الباحث خلال إنجاز البحث ومدى بحثه عن الإجابات للتساؤلات والفرضيات لإثبات صحتها أو خطأها، من خلال وسائل المساعدة الشخصية أو الرقمية التي تعينه على التوصل على إلى هذه النتائج.
يبدأ الباحث خطة عمله البحثي من خلال وضع مجموعة من الفرضيات والتساؤلات العلمية التي تمثل محور مشكلة الدراسة، ويسعى من خلال كافة أدوات البحث العلمي وحسه العلمي كباحث إلى التوصل لتحليلات منطقية لما يجمعه من معلومات وبيانات.
يعتبر التحليل الخاص بمعلومات وبيانات الدراسة هو ما يطلق عليه نتائج الدراسة العلمية، حيث تعتبر مجموعة من النتائج ذات البراهين والأدلة العلمية والتي تم اختبارها والتأكد من صحتها.
يقوم الباحث بعد الانتهاء من إنجاز الدراسة العلمية بتخصيص فصل منفرد لـ مناقشة النتائج وتفسيرها بشكل علمي ممنهج.
* مرحلة مناقشة نتائج الدراسة في البحث العلمي
تحتل نتائج الدراسة العلمية المرحلة قبل النهائية في البحث العلمي والخاصة بالإقبال على إنهاء البحث العلمي من قبل الباحث صاحب الدراسة.
تمثل مرحلة نتائج البحث العلمي مرحلة ما قبل صياغة توصيات الدراسة العلمية والتي تتوصل للتوصيات والحلول الموضوعة من قبل الباحث لحل مشكلة الدراسة.
تبنى توصيات الدراسة على النتائج التي توصل لها الباحث بعد استخدامه الوسائل والأدوات العلمية لجمع البيانات وتحليلها علميًا وتفسيرها بشكل منطقي.
يجب أن تكون نتائج الدراسة مصاغة بشكل علمي بحت مع ذكر كافة الأدلة والبراهين التي تؤكد صحة كل نتيجة من النتائج المدرجة في الدراسة العلمية لما لها من تأثير فعال في إثبات أهمية وقيمة البحث.
عند مناقشة النتائج وتفسيرها فإن الباحث يحصد نتاج فكره وإبداعه وجهده المبذول خلال مراحل الدراسة، وكلما كانت الصياغة ممتازة والتفسير والمناقشة على قدر من العلمية والمنطقية كلما حققت الدراسة نجاح باهر.
* كيفية التوصل لنتائج بحثية سليمة
هناك مجموعة من الخطوات التي ينفذها الباحث بشكل علمي لتمكنه من التوصل إلى نتائج دقيقة وقائمة على أسس علمية ومن هذه الخطوات:-
1- تحديد المشكلة البحثية
أي تحديد فكرة موضوع الدراسة التي سيتناولها الباحث بالدراسة والتحليل على أن يكون الباحث مدرك ومتفهم لطبيعة مشكلة الدراسة بشكل شخصي ومؤمن بهذه الفكرة التي اختارها كمشروع بحثي.
2- صياغة عنوان الدراسة العملية
قبل مناقشة النتائج وتفسيرها على الباحث صياغة عنوان يحمل معاني وفكرة المشكلة البحثية أي يعبر الباحث عن مجمل الدراسة العلمية بعبارة توضيحية دقيقة ومختصرة وسليمة لغويًا.
3- صياغة مقدمة الدراسة العلمية
يقوم الباحث بصياغة مقدمة علمية مختصرة دون خلل وأن تكون ملمة بكافة نواحي وجوانب المشكلة محل الدراسة، وأن تقدم في قالب علمي مميز يستعرض أهمية الدراسة وأسباب اختيار موضوع الدراسة.
تحدد كل جهة من الجهات المنوط بها استلام البحث العلمي ترتيب معين لورقات البحث فهناك من يرتب المقدمة في الصفحة التالية لعنوان الدراسة، وهناك من يرتب المقدمة في الصفحة الثالثة بعد صفحة العنوان وصفحة ملخص الدراسة.
4- تحديد فرضيات وأسئلة الدراسة
وهي مجموعة من الأسئلة المنطقية والفرضيات التي يصيغها الباحث ويبدأ في محاولة إثبات صحتها أو خطأها من خلال اساليبه العلمية وأدوات جمع المعلومات بالأدلة والبراهين العلمية.
يتعرض الباحث للطلاع على كافة المراجع والمصادر لمزيد من فهم مشكلة الدراسة.
يذهب الكثير من الباحثين غلى استخدام أدوات الاستبيانات والاختبارات من خلال ما يحدد في عينة الدراسة.
5- الخروج بنتائج البحث
هي المرحلة قبل الأخيرة والتي من خلالها يصبح الباحث قادرًا على صياغة نتائج بحثه العملي وتقديم مناقشة النتائج وتفسيرها في ضوء ما أجراه من خلال الخطوات السابقة للدراسة العلمية.
يبدأ الباحث بصياغة كم من المعلومات المستنبطة من عمليات البحث بأدواته العلمية ليصل إلى النتائج النهائية للبحث العلمي والتي من أجلها تم إجراء الدراسة.
من خلال أدوات التحليل الإحصائي الوصفية والرقمية يتم صياغة فصل متكامل يختص بشرح نتائج البحث العلمي بشكل علمي منطقي يعكس مجموعة من التوصيات التي يصيغها الباحث كخطوة أخيرة في البحث العلمي.
* طرق صياغة نتائج الدراسة العلمية
تتعدد الطرق التي من خلالها يقوم الباحث بـ مناقشة النتائج وتفسيرها ومن أهم هذه الطرق:-
1- أسلوب الاستنتاج
يبحث الباحث دائمًا عن العلاقة بين متغيرين من متغيرات الدراسة وهنا يمكنه استخدام أسلوب الاستنتاج للوصول لطبيعة هذه العلاقة، والتي يمكن أن تكون علاقة ذات طابع طردي أي زيادة المتغير الأول بناء على زيادة المتغير الثاني.
يمكن أن تكون العلاقة بين متغيرين في البحث العلمي علاقة عكسية أي يزيد المتغير الأول كلما قل المتغير الثاني .
وقد يرصد الباحث عدم وجود أي علاقة بين المتغيرين.
2- الثقة و الاحتمال
يشعر الباحث بثقته فيما توصل إليه من نتائج من خلال التوصل لنتائج متوافقة ومتطابقة مع تكرار التجربة على عينة الدراسة حيث يتم تعميم التجربة في هذه الحالة.
عند قيام الباحث بـ مناقشة النتائج وتفسيرها يتأكد من دقة النتائج التي توصل إليها مع انخفاض احتمالية خطأ هذه النتائج بعد أن تكررت نفس النتيجة من خلال عدة تجارب.
التأكيد على صحة الفرضيات
يلتزم الباحث بجمع البيانات بشكل علمي معتمدًا على وسائل علمية وأدوات بحثية دقيقة لا تخطأ لمساعدته في الوصول إلى صياغة نهائية لنتائج البحث.
يعكف الباحث في الخطوة التالية إلى اختبار الفرضيات وفحص النتائج التي تم التوصل لها بحيث يتم بيان ما إذا كانت النتائج مؤكدة على صحة الفرضيات أم مناقضة لها ويتم في هذه الحالة رفض الفرضيات.
تم تفنيد الفرضيات التي حددها الباحث في بداية دراسته العلمية دون أن يتحيز لفرضية من هذه الفرضيات.
* أهمية تفسير نتائج البحث العلمي
ذكرنا فيما سبق الدور الهام الذي يلعبه فصل مناقشة نتائج البحث كفصل أساسي من فصول أي دراسة علمية جيدة وترقى للقراءة والتنفيذ، وعلى ذلك يمكن رصد أهمية تفسير وكتابة النتائج البحثية في الآتي:-
1- نتائج الدراسة العلمية هي تعبير واضح وتتويج للجهد المبذول من قبل الباحث في إنجاز دراسته العلمية والخروج بهذه النتائج التي تتسم بالمنطقية والحيادية والدقة.
2- تمثل نقاط نتائج البحث عند مناقشة النتائج وتفسيرها نقطة هامة تستوقف مناقشي البحث العلمي وفي أحيان كثيرة يتم الاطلاع مباشرةً على نتائج الدراسة والتي تحمل خلاصة وأهداف البحث.
3- تقود نتائج البحث بعد تفسيرها ومناقشتها من قبل الباحث إلى وضع توصيات الدراسة والتي تمثل نهاية البحث العلمي والخطة التي من خلالها تحل مشكلة البحث.
4- تعد نتائج البحث هي الإجراء الذي من خلاله يتم الاطلاع على ما ورد من نتائج في دراسات علمية سابقة تمت في نفس المجال العلمي للدراسة الحالية، ومن خلال هذه النتائج يتمكن الباحث من استكمال نقاط الضعف أو تأكيد النتائج السابقة.
5- تدخل نتائج الدراسة ضمن التقييمات التي تحدد قيمة وأهمية الدراسة.
مناقشة النتائج وتفسيرها عملية ليست ببسيطة وتحتاج إلى مجهود كبير من الباحث مع تداخل أدوات البحث العلمي والأدوات الإحصائية لإنجاز هذه المهمة التي تمثل كيان الباحث وقيمة دراسته.