عرض نتائج البحث ومناقشتها من أساسيات البحث العلمي الجيد، الذي يقدم فيه الباحث فصل متكامل يقدم فيه مناقشة واضحة ومسلسلة تعرض أهداف الدراسة ونتائج بحثية علمية تثري العمل البحثي وتقدم حلول لمشكلة الدراسة.
* تعريف النتائج البحثية
هي جملة ما توصل إليه الباحث من إجابات متفق عليها من خلال الأساليب العلمية للإحصاء والتحليل.
تعتبر نتائج الدراسة البحثية هي إجابات صريحة ومفسرة لكافة فرضيات الدراسة وتساؤلات الباحث.
يمكن تعريف نتائج الدراسة العلمية على أنها مجموعة الأهداف التي يصل إليها الباحث منطقيًا والتي تقدم حلول واقعية لحل مشكلة الدراسة.
* الأساليب المقترحة لعرض نتائج البحث العلمي
هناك عدة أساليب مقترحة ليتمكن الباحث من خلالها عرض نتائج البحث ومناقشتها في الفصل الخاص بنتائج الدراسة العلمية.
* الأسلوب الأول: الجداول
تعد الجداول من أهم وأشهر أساليب عرض نتائج الدراسة العلمية مع اختلاف أنواع هذه الجداول.
ينصح الباحث دائمًا بتجنب ذكر عدد كبير من النتائج الخاصة ببحثه العلمي داخل جدول واحد.
زيادة عدد النتائج في جدول واحد يعكس نوعًا من المداخلة بين المعلومات المقدمة في الجداول وتعوق وصول الرسالة التي يهدف الباحث إلى إيصالها من خلال الجدول
على الباحث استخدام عدة جداول من أنواع الجداول المختلفة عند عرض نتائج بحثه العلمي بحيث تزداد فائدة الجدول.
يتكون الجدول الواحد المخصص لـ عرض نتائج البحث ومناقشتها من عدة مكونات هي:-
1- الترقيم، يلتزم الباحث بترقيم المحتويات المسجلة في الجدول بحيث يتم الإشارة إلى المحتويات بكل سهولة عبر الترقيم.
2- العنوان، على الباحث صياغة عنوان خاص بكل جدول من الجداول المستخدمة في عرض نتائج الدراسة، بحيث يكون العنوان معبر عن طبيعة المحتوى وأن يقدم وصف مختصر لكافة المعلومات المسجلة في الجدول.
3- العنوان الفرعي، يجب ان تشير العناوين الفرعية إلى الموضوع المثار في الجدول وأن ترتبط بالمعلومة المقدمة.
4- توضيح الاختصارات، على الباحث أن يبعد عن استخدام الاختصارات المبهمة والتي تتطلب مزيد من الشرح والإيضاح كأن يحدد الباحث اسم المجموعات الخاصة بعينة الدراسة بعدة أسماء، مثل مجموعة مرضى السكر ومجموعة مرضى الضغط ومجموعة مرضى القلب لا أن يسمي المجموعات بالمجموعة 1 والمجموعة 2 والمجموعة 3.
5- النسب والأرقام، على الباحث عند عرض نتائج البحث ومناقشتها أن يقوم بتوضيح كافة النسب والأرقام التي توصل إليها من خلال الدراسة بشكل دقيق وواضح ومتناسق دون احتمالية الخطأ في كتابة نسبة أو رقم.
6- الهوامش، يقوم الباحث باستعراض الهوامش لتقديم تفسيرات محددة يصعب عليه كتابتها داخل الجدول، كما يتم استخدام الهوامش لبيان القيمة المعنوية للعلاقات بداخل الجدول.
* جوانب استعراض الجداول
عند استعراض الباحث للجداول في الجزء الخاص بنتائج الدراسة عليه الالتزام بعدد من الجوانب ومنها:-
1- يتعين على الباحث عدم شرح كافة النتائج الخاصة بالبحث المدرجة في الجداول.
2- على الباحث أن يقوم باستعراض كافة الجوانب العامة في نهاية الجدول.
3- على الباحث عند عرض نتائج البحث ومناقشتها أن يقوم باستعراض أهم النتائج التي خلص إليها في بحثه العلمي والمدرجة في الجداول، ومن أهم النتائج التي تحتاج للاستعراض النتائج التي تؤكد أو ترفض صحة الفروض الموضوعة للبحث.
4- على الباحث أن يقوم بالتركيز على شرح الجوانب الغير متوقعة والتي تحتاج لشرح نظرًا لغرابتها أو استثنائيتها.
* الأسلوب الثاني: الأشكال
هناك ثلاثة أنواع معروفة من الأشكال التي يقوم الباحثين باستخدامها في عرض نتائج البحث ومناقشتها، وهذه الأشكال هي:-
1- الصور الفوتوغرافية
وتعد الصور الفوتوغرافية من الأشكال قليلة الاستخدام من قبل الباحثين في البحوث العلمية.
2- الإيضاحات والمخططات
تدخل الإيضاحات ضمن الأشكال الأكثر استخدامًا في البحوث العلمية ومنها الأعمدة أو الفطائر التي يعتمد عليها الباحث.
هي من أهم الأشكال المستخدمة في البحوث العلمية حيث يتم توضيح عليها العلاقة بين المتغيرات المختلفة بالإضافة لاستخدمها في التحليل الإحصائي لكافة المعلومات والبيانات.
* كيفية مناقشة النتائج البحثية
عند عرض نتائج البحث ومناقشتها فيتعين على الباحث فهم كافة النتائج التي تم الوصول إليها من خلال الطرق التي اعتمد عليها للوصول لهذه النتائج العلمية.
فهم الباحث للنتائج التي وصل إليها لا يتوقف على النتائج التي كانت متوقعة ومقبولة بالنسبة للباحث وإنما يتعين عليه فهم كافة النتائج بما في ذلك النتائج التي خالفت توقعاته.
يناقش البحث مجموعة النتائج التي توصل إليها من خلال التحليل والدراسة لكافة المعطيات والبيانات والمعلومات المتوفرة له والمبحوث عنها بأسلوب يظهرها في شكل متناسق ومرتب ومسلسل.
يعتمد الباحث على توصيل قيمة بحثه العلمي وقيمة نتائجه التي توصل لها، من خلال مقارنة مجموعة النتائج البحثية الحالية بنتائج الدراسات السابقة التي قدمت نتائج في نفس مجال الدراسة او ناقشت نفس المشكلة البحثية.
يعرض الباحث لمدى التوافق بين نتائج بحثه العلمي وبين الفرضيات التي وضعها للبحث وتقديم الأدلة التي تشير إلى هذا التوافق.
القيام بمناقشة النتائج الخاصة بالدراسة وتقويم هذه النتائج في حدود الدراسة الحالية، بحيث لا يتم تعميم مجمل النتائج البحثية قبل أن يتم دراستها.
يلتزم الباحث بتقديم إجابات عن كافة الأسئلة المطروحة ضمن أسئلة البحث والتي حددها الباحث في الإطار الإجرائي للبحث.
يقوم الباحث بتقويم ما توصل إليه من نتائج عند عرض نتائج البحث ومناقشتها، بحيث يستعرض الأهداف التي أدرجت ضمن الفرضيات وتحققت بالفعل بجانب الأهداف التي لم تتحقق مع شرح للأسباب التي حالت دون تحقيق هذه الأهداف.
* دور الباحث في عرض نتائج الدراسة
يتوجب على الباحث عدة مهام عند عرض نتائج البحث ومناقشتها ومن أهم هذه المهام:-
1- يوضح الباحث من خلال مناقشته لنتائج الدراسة الخاصة به لماذا انتهت الدراسة إلى رصد هذه النتائج تحديدًا، ويعد هذا التساؤل أبرز علامات الاستفهام التي تثار عند عرض نتائج الدراسة.
2- يوضح الباحث مجموعة الأسباب التي من خلالها توصل إلى طرح هذه النتائج.
3- من مهام الباحث في مناقشة نتائج البحث ذكر الفروق بين النتائج الحالية للدراسة التي قام بإنجازها وباقي النتائج الخاصة بدراسات سابقة أجريت في نفس المجال العلمي.
4- من مهام الباحث أيضًا الاعتماد دائمًا على الأدلة العلمية والبراهين في عقد المقارنة بين نتائج بحثه ونتائج الأبحاث السابقة.
* أخطاء يقع فيها الباحث عند مناقشة نتائج الدراسة
1- الإكثار من استخدام ضمير المتكلم بدلًا من كلمة الباحث.
2- عدم بدء الباحث بخطة ترصد الترتيب الذي يعرض به نتائج البحث.
3- عدم ربط نتائج البحث بالأهداف الموضوعة.
4- الاعتماد على الأسلوب الإحصائي واستخدامه كعنوان فرعي.
5- طرح مجموعة كبيرة من النتائج دون تنسيقها أو تسلسلها بشكل منطقي.
6- عدم استبعاد الفروض التي ثبت عدم قيمتها.
7- إهمال مناقشة أحد النتائج عند عقد المقارنة بين النتائج.
8- عدم ظهور شخصية الباحث العلمية في استقراء النتائج وعقد المقارنات.
9- طرح نتائج غير منطقية وغير قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
10- طرح معالجات إحصائية لا تتماشى مع عرض النتائج.
11- تقديم تفسير للنتائج لا يستند إلى الأدلة وبالتالي لا يمكنه تأكيد أو رفض الفروض أو تقديم إجابة مناسبة لتساؤلات الدراسة.
12- وجود أخطاء في المصطلحات أو أخطاء إملائية أو نحوية لا تعكس المعنى الحقيقي للمصطلح وتسير اللبس في التفسير والفهم.