الترجمة عصب الحياة الحديثة و أداة اتصال حضاري ودولي وهي محرك ثقافي يعمل عمل الخميرة الحفازة في التفاعلات الكيميائية.كما أنها تعمل على تقديم الأرضية المناسبة التي تمكن العالم والمبدع والباحث أن يقف عليها ثم ينطلق منها ويبتكر ويخترع ويبدع فيها. و في هذا المقال سوف نتطرق على مشكلات الترجمة العلمية ومعوقاتها.
ما هي صفات وتحديات ناقل المعلومات (المترجم )؟
تمثل الترجمة بواقعها مباراة دائمة بين المترجمين،حيث تتجلى برغبة كل منهم بالتأكيد على قدرة لغته الأم باحتواء العمل الجماعي. والنص الفني بشكل إبداعي جديد، وهذا ما يجعلها تفرض على المترجمين مسؤوليات متعددة نستطيع إنجازها فيما يلي:
- حب العمل شرط أساسي بالنسبة للترجمة، فمن الواجب على المترجم حب النص وحب المؤلف. وإلا سوف يعيش حالة ركض متعبة باتجاه النهاية للتخلص من عبء العمل.
- يحرص المترجم على اتباع هذا المثال.<الترجمة كالمرأة إذا كانت جميلة فهي غير أمينة وإذا كانت أمينة فهي غير جميلة>؛أساساً. في فهم عملية الترجمة سواء أهدافها وآلياتها أهي عملية إبداعية أم نقل آلية ؟
- فعندما تكون الترجمة عملية إبداعية، يجب على المترجم أن يكون مبدعاً بحيث يستطيع الاقتراب. والابتعاد من النص الأصلي لكن في جميع الحالات يعمل على تقديم مادة جمالية معادة التكوين، تمتلك القدرة الذاتية على الحياة. حتى تكاد بعض هذه الترجمات تكتسب صفة النص الأصلي.بحيث يصعب الحكم عليها بعد مرور الزمن أكتتبت بهذه اللغة ام ترجمت إليها .
- كما يجب على المترجم أن يملك إحساس دقيق بالزمن وأن يكون أيضاً على معرفة بالمؤلف وأحاسيسه وأن يمتلك القدرة على الوصول إلى كنة العمل .
شاهد أيضاً: كيفية ترجمة الأبحاث العلمية إلى اللغة الإنجليزية
ما هي العوامل التي تسبب مشكلات الترجمة العلمية ؟
- تحمل كل لغة في طياتها العديد من المرادفات والتي قد تختلف في معانيها اختلافاً قليلاً.
- تنتمي كل لغة إلى ثقافة معينة وبذلك قد ينقل المترجم الكلمة إلى لغة أخرى لكنه لا يقدر على نقل ثقافة هذه الكلمة بشكل فعال. كما يقوم بنقل تصور صاحب الكلمة الأصلية إلى اللغة المستهدفة في الترجمة. وقد تسبب تلك الاختلافات اللغوية إلى إشكاليات كبيرة.
- تتميز كل لغة بطابعها الخاص في تشكيل الجملة وترتيب مفرداتها فعلى سبيل المثال، تحمل اللغة العربية في مكوناتها الجملة الاسمية و الجملة الفعلية. بينما لايوجد ذلك في اللغة الانكليزية، فكل الجمل الانجليزية. هي عبارة عن جمل فعلية مما يسبب اختلاف في القواعد الذي يسبب مشاكل في الترجمة مثل عدم وجود مقاييس واضحة لنقل التراكيب. وهذا يحتم على المترجم تحليه بثقافة اللغة الهدف لكي يستطيع الوصول إلى المعنى الصحيح الدقيق من ثقافة المصدر لعملية الترجمة.
- عدم تطوير إمكانيات المترجم أولاً بأول وكذلك ثقافته وقدراته المحدودة وعدم قدرته على مواكبة تطورات العصر.
ما إشكاليات الترجمة وصعوباتها؟
لا تبدأ تكوين وعطاء أي حضارة من نقطة الصفر أو من فراغ إنما تغترف، سواءً كانت في مراحلها الأولى أو في مراحل الاستعادة الحضارية. عن طريق التراث البشري العام وذلك بما يتناسب مع إطارها المعرفي المميز وهويتها الخاصة. وبالرغم من كون الترجمة تلعب دوراً هاماً وأساسياً. إلا أنها لاتخلو من الإشكاليات التي يجب أن تكون موضع اهتمام وانتباه ودراسة.
كما أنه لسوء الحظ لم تنجب اللغة العربية في العصر الحديث أدباء وشعراء يجيدون اللغة اللاتينية. لكي يتمكنوا من نقل ثمار الآداب المكتوبة بتلك اللغة ولقد جاء اهتمام العرب باللغات نتيجة تأثير المستعمر الذي قام بفرض لغته وثقافته علينا بعدة أساليب. ولقد أدى هذا إلى خلق شعوراً جماعياً بالنقص اتجاه الخواجا الأوربي، وقد يكون ناتجاً أيضاً عن أسباب موضوعية حيث إن أغلب العلوم والاقتصاد والتكنولوجيا تم صياغتها بتلك اللغة.
كيف يستطيع المترجم مواجهة تلك الصعوبات ؟
- استخدام المصادر المرجعية.
- كذلك تمتعه بقدرة ذاتية قادرة على خلق حلول إبداعية أثناء عملية النقل.
- العمل على توفير أجواء عمل ترجمي مريحة.
- استخدام وسائل المساعدة في عملية الترجمة، مثل: الحاسوب، والإنترنت… وغير ذلك.
- تمرسه بشكل جيد من اللغة الأصل واللغة الهدف وكذلك المعرفة الكافية بالإطار الثقافي لكلتا اللغتين.
قد يعجبك: أفضل طريقة لتقليل نسبة الاقتباس في البحث العلمي
في نهاية المقال يتوضح لنا أن هناك صعوبة في الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى والعكس؛ وذلك بسبب اختلاف بنية وتركيب كلاً من اللغتين تماماً عن بعضهما البعض، وإن معظم الصعوبات تتعلق بشخصية المترجم نفسه ووضعه النفسي في أثناء العمل.