ما هي المجلات العلمية المفترسة ؟
في عالم البحث العلمي، يُعد النشر الأكاديمي أحد أهم معايير التقييم للباحثين وطلاب الدراسات العليا. فكل من يسلك الطريق الأكاديمي يعلم جيدًا أن نشر الأبحاث في مجلات علمية محكمة هو مفتاح رئيسي للتخرج، والترقية، والقبول في برامج الدراسات المتقدمة، والحصول على المنح والتمويلات. لكن مع تزايد الإقبال على النشر وازدياد الضغط الأكاديمي، ظهرت على الساحة ظاهرة خطيرة تهدد جودة البحث العلمي ومصداقيته، وهي ظاهرة “المجلات العلمية المفترسة”.
تخدع هذه المجلات الباحثين من خلال إعلانات براقة ووعود زائفة، وتستغل اندفاعهم نحو النشر، خاصة المبتدئين منهم. وقد أصبحت هذه الظاهرة مع الأسف تشكل تهديدًا حقيقيًا للمجتمع العلمي، إذ تؤدي إلى نشر محتوى غير موثوق به، وتضعف من جودة المعرفة المتداولة.
في هذا المقال، نقدم لك دليلاً شاملاً يغطي كل ما تحتاج لمعرفته عن المجلات العلمية المفترسة: تعريفها، خصائصها، طرق اكتشافها، تجارب واقعية معها، وكيف يساعدك مركز تيمز في تجنبها.
أولًا: ما المقصود بالمجلات العلمية المفترسة؟
المجلات العلمية المفترسة هي مجلات تدّعي أنها محكمة وذات مصداقية، لكنها في الحقيقة تعمل وفق نموذج ربحي بحت، حيث تقبل الأبحاث وتنشرها مقابل رسوم مالية، دون إجراء مراجعة علمية حقيقية أو إخضاع البحث لأي تقييم أكاديمي نزيه.
غالبًا ما تعتمد هذه المجلات على إرسال رسائل بريدية جماعية للباحثين، تدعوهم للنشر بسرعة، مع وعود مغرية بالنشر خلال أيام قليلة. كما تدعي بعض المجلات المفترسة أنها مفهرسة في قواعد بيانات عالمية مرموقة مثل Scopus أو Web of Science، ولكن دون دليل حقيقي على ذلك. وفي الحقيقة، يكون كثير منها غير مفهرس إطلاقًا أو مفهرس في قواعد وهمية لا يُعتد بها.
ثانيًا: لماذا تعتبر هذه المجلات خطرًا على الباحثين؟
نشر الأبحاث في مجلة مفترسة ليس مجرد خطأ عابر، بل هو خطأ قد يكلف الباحث سمعته الأكاديمية، وجهده، وأحيانًا فرصته في التخرج أو الترقية. إذ أن الكثير من الجامعات ومؤسسات الاعتماد الأكاديمي ترفض الاعتراف بالأبحاث المنشورة في مثل هذه المجلات، وتعتبرها غير معتمدة ولا تندرج ضمن الإنتاج العلمي المقبول.
إضافة إلى ذلك، فإن الباحث الذي ينشر في مجلة مفترسة يُصنّف أحيانًا على أنه غير مدرك لمعايير النشر، أو – للأسف – على أنه سعى لنشر سريع بغض النظر عن الجودة، مما يؤثر على صورته الأكاديمية.
الأسوأ من ذلك، أن بعض هذه المجلات تسيء استخدام حقوق النشر، حيث تمتلك حقوق العمل ولا تسمح بسحب البحث أو إعادة نشره، حتى بعد اكتشاف زيفها. وهذا يعني ببساطة أن مجهودًا استغرق شهورًا من العمل قد يذهب سدى.
ثالثًا: كيف أميّز بين المجلات المفترسة والمجلات العلمية المحترمة؟
الفارق الجوهري بين المجلات العلمية المحترمة والمجلات العلمية المفترسة يكمن في آلية النشر والمراجعة العلمية والشفافية.
- المجلات المحكمة الموثوقة: تعتمد نظامًا صارمًا للمراجعة العلمية (Peer Review)، حيث يُراجع البحث من قبل خبراء متخصصين في نفس المجال. يُطلب من الباحث إجراء تعديلات، ويُرفض البحث إن لم يستوفِ المعايير.
- أما المجلات العلمية المفترسة: فهي تقبل أي بحث تقريبًا دون مراجعة حقيقية، وغالبًا ما تُرسل الموافقة خلال أيام، وربما دون أي تعديل، فقط بعد دفع الرسوم.
هناك علامات تدل على أن المجلة مفترسة، منها:
- بريد إلكتروني غير رسمي موجه للباحثين مع عبارات عامة ومغرية.
- موقع إلكتروني ضعيف، فيه أخطاء لغوية، أو يصعب التحقق من أرشيفه.
- هيئة تحرير غير واضحة أو تضم أسماء وهمية.
- طلب رسوم عالية جدًا دون تفسير مفصل.
- ادعاء فهرسة في قواعد مشبوهة.
رابعًا: خطوات التحقق من مصداقية المجلات
من حسن الحظ أن هناك عدة طرق موثوقة تساعدك على التحقق من المجلة قبل إرسال بحثك:
-
البحث في قواعد البيانات المعتمدة:
- Scopus
- Web of Science
- DOAJ – دليل المجلات المفتوحة
- استخدام أداة Think. Check. Submit
والتي توفر قائمة تحقق تساعدك على تقييم المجلة قبل النشر:
- الرجوع إلى قائمة بيل Bell’s List
وهي قائمة غير رسمية لكنها مفيدة في التحذير من المجلات المشبوهة:
خامسًا: تجارب واقعية – دروس وعِبر
أحد الباحثين العرب – وكان حينها طالب دكتوراه – قرر نشر بحثه في مجلة عرضت عليه النشر خلال أسبوع مقابل 300 دولار فقط. وبعد إرسال البحث، فوجئ بالموافقة في أقل من 48 ساعة دون أي ملاحظات. لاحقًا، تبيّن أن المجلة غير معترف بها، وأن الجامعة رفضت اعتماد البحث، مما اضطره لإعادة كتابته وتقديمه من جديد، وتأخر تخرجه قرابة عام كامل.
تكررت هذه القصة مع العشرات من الباحثين، مما دفع كثيرًا من الجامعات الآن إلى إصدار “قوائم سوداء” بالمجلات غير المعترف بها. ومع ذلك، لا يزال البعض يقع ضحية لجهله أو استعجاله.
سادسًا: ما هو دور مركز تيمز في تجنبك هذا الفخ؟
هنا يأتي الدور الجوهري الذي يلعبه مركز تيمز التعليمي. المركز لا يقتصر دوره على تقديم خدمات دراسية فقط، بل يمتد إلى تقديم دعم شامل ومتكامل للباحثين الراغبين في النشر الأكاديمي الموثوق.
خدمات مركز تيمز في هذا المجال تشمل:
- التحقق من موثوقية المجلة قبل إرسال البحث إليها.
- اقتراح مجلات محكمة معترف بها دوليًا في تخصصك.
- مساعدتك في إعداد البحث وفق متطلبات المجلة المستهدفة.
- التدقيق اللغوي والأكاديمي بما يليق بالنشر الدولي.
- مرافقتك في كل خطوة من خطوات النشر حتى إصدار القبول النهائي.
سابعًا: نصائح ختامية لكل باحث وطالب دراسات عليا
لا تتسرع أبدًا في إرسال بحثك لأي مجلة قبل التحقق منها جيدًا. سمعتك الأكاديمية هي رأس مالك الحقيقي. وبدلًا من الوقوع ضحية لمجلة مفترسة بسبب استعجالك أو نقص معلوماتك، استعن بخبير أو جهة موثوقة كـ”تيمز”، تساعدك وتوجّهك وتضمن لك طريقًا آمنًا في عالم البحث العلمي.
الخلاصة
المجلات المفترسة ليست مجرد “خداع إلكتروني”، بل هي فخ حقيقي يهدد المسيرة الأكاديمية للباحثين. تجاهلها أو التعامل معها دون وعي يمكن أن يؤدي إلى ضياع سنوات من الجهد. لكن بالوعي، والاطلاع، والاستعانة بمراكز متخصصة مثل مركز تيمز، يمكنك تجاوز هذه العقبات وتحقيق أهدافك البحثية بثقة واحترافية.