في بداية الحديث عن تعريف العينة في الإحصاء يجب توضيح أن علم الإحصاء هو فرع من فروع علم الرياضيات الذي يساهم حاليًا بنسبة كبيرة في تيسير عمليات البحث العلمي وتفسير وتحليل البيانات والتنبؤ بمصير المتغيرات سواء في الدراسات الميدانية أو المعملية، وليبدأ الباحث في تطبيق النظريات الإحصائية يجب أن يحدد الساكنة الإحصائية أو مجتمع البحث الذي ستقوم عليه الدراسة.
* مجتمع البحث في الإحصاء
عند بدء إجراء أي دراسة إحصائية، أول ما يقوم به الباحث هو تحديد ما يطلق عليه مجتمع البحث أو المجتمع الإحصائي وهذا المجتمع يتكون من جميع المفردات التي ستقوم عليها الدراسة، ولذلك كان يجب التحدث عنه قبل ذكر تعريف العينة في الإحصاء.
* أسباب عدم الاعتماد على مجتمع البحث في الدراسات
نادرًا ما تقوم الدراسات الإحصائية على مجتمع بحث كامل بل يختار الباحث عينة من هذا المجتمع بناءً على أساليب وطرق معينة، ويرجع ذلك إلى عدد من العوائق التي يحاول الباحثون تجنبها، ومن تلك العوائق:-
1- استحالة دراسة كل مفردات المجتمع مثل تقدير الثروة السمكية الموجودة.
2- كثرة التكاليف المادية والبشرية لإجراء البحث على المجتمع.
3- استغراق وقت طويل حتى ظهور النتائج الذي قد يستغرق سنوات.
4- صعوبة الإشراف على كل مفردات المجتمع مما يتطلب مساعدين لهم صفات وإمكانيات وتدريب معين، كما يتطلب إمكانات مادية ومالية كثيرة.
5- إمكانية تدمير المجتمع مثل حالة إجراء الدراسة على دم شخص ما، فيستحيل أن نتمكن من أخذ كل الدم الموجود بالجسد بل نأخذ عينة منه.
* تعريف العينة في الإحصاء
العينة الإحصائية هي جزء من مجتمع البحث تمتلك نفس خصائصه النوعية والكمية، ويجري عليها الباحث دراسته ثم يعمم النتائج التي توصل إليها على المجتمع ككل.
كانت العينة قديمًا مرتبطة بعلم السكان والديموغرافيا ولذلك يُطلق عليها اسم الساكنة الإحصائية، وتتكون تلك الساكنة من أفراد ينتمون أيضًا إلى المجتمع الأصلي ويُطلق على كل مفردة اسم الوحدة أو المفردة الإحصائية، ومن ثم، نوضح وجود نوعين من المجتمعات هما:-
1- مجتمع مكبر: وهو مجتمع البحث الأصلي ومثال على ذلك سكان محافظة ما.
2- مجتمع مصغر: وهو العينة الإحصائية والذي قد تختلف أنواع أفراده مثل سكان منطقة معينة في تلك المحافظة، أو أعمارهم، أو ممتلكاتهم، إلخ.
* الصعوبات التي نواجهها عند الاعتماد على العينة الإحصائية
بعد الحديث عن تعريف العينة في الإحصاء، نذكر مزايا استخدام العينات الإحصائية وهي أنها تجنبنا التعرض لعوائق مجتمع البحث، وسنذكر أيضًا بعض مساوئ استخدام العينة الإحصائية التي يجب على الباحثين مراعاتها، ومنها:-
1- التحيز عند اختيار العينة.
2- صعوبة اختيار عينة معينة من المجتمع.
3- صعوبة تحقيق أو إيجاد تجانس بين كل أفراد العينة.
4- يجب مراعاة العدد المناسب لأفراد العينة حتى لا يؤثر في النتائج.
5- بعض العينات المختارة أحيانًا لا تناسب موضوع الدراسة.
6- قد يجد الباحث ردود أفعال من العينة قد تؤثر في الدراسة ونتائجها.
* أنواع العينات الإحصائية
1- العينة العشوائية
وهي أكثر الطرق المستخدمة في العديد من المجالات مثل الرغبة في معرفة رأي الشعب في أمر متعلق بالدولة، ويكون الغرض منها وجود فرص متساوية لجميع أفراد مجتمع البحث، وكما ذُكر في تعريف العينة في الإحصاء، يجب أن تتوفر في العينة خصائص المجتمع، ولهذا غالبًا ما تكون تلك العينة هي الأمثل في المجتمعات المتجانسة، وعادة ما تتم عن طريق القرعة أو جداول الأرقام العشوائية المصممة لهذا الغرض، وبذلك تقضي العينة العشوائية على مخاطر التحيز في اختيار العينة.
2- العينة الطبقية
تستخدم تلك العينة في المجتمعات الطبقية المعروف تركيبها النسبي مع مراعاة النسب المئوية لكل طبقة عند اختيار العينات، ومثال على ذلك أن نراعي تساوي نسبة المتعلمين والأميين في دولة ما (المجتمع) مع نسبتهم في العينة المأخوذة من أفراد هذه الدولة، وبذلك تُسمى عينة طبقية مرجحة.
3- العينة المزدوجة
هي العينة التي نختارها مرة ثانية، فكما أوضح تعريف العينة في الإحصاء، يجب أن نستطيع تعميم نتائج العينة على المجتمع، فإذا لم يتمكن الباحث من الحصول على إجابات أو نتائج من جميع أفراد العينة يقوم باختيار عينة عشوائية أخرى من الأفراد التي لم يحصل على نتائجها، وقد يختار الباحث أيضًا عينة عشوائية مزدوجة لإجراء دراسة أخرى أكثر شمولية، أو لمراجعة البيانات بعد الانتهاء من الدراسة، وغير ذلك من الأسباب المختلفة.
4- عينة الفئات
تتمثل أفراد هذه العينة في فئات أو عناصر وليست حالات فردية، وذلك مثل إجراء دراسة على البنات والأولاد في المرحلة الإعدادية أو على البنات من سن السابعة حتى سن الثانية عشر ومن سن الثالثة عشر حتى سن الثامنة عشر.
5- العينة المساحية
في استكمال حديثنا في مقال تعريف العينة في الإحصاء، نذكر نوع آخر من العينات، وهذا النوع يتعلق بالمساحة الجغرافية، فيوجد بعض الدراسات تُجرى على مساحات شاسعة مثل دراسة عن منطقة شرق آسيا، فيتخذ الباحث عينة متمثلة في جزء صغير يجمع خصائص تلك المنطقة.
6- العينة الحصصية
هي عينة تعتمد على حصة معينة من مجتمع البحث، وغالبًا ما تكون غير عشوائية حيث يكون للباحث الحرية في اختيار الحصة التي يراها مناسبة خاصة عند إجراء دراسات على مجتمعات كبيرة الحجم، وغالبًا ما تكون تلك الحصة نسبة مئوية، وبذلك تقضي تلك العينة على أعباء التكاليف المادية والمعنوية للدراسة.
7- العينة المتعمدة أو المقصودة
كما استنتجنا من حديثنا في مضمون تعريف العينة في الإحصاء، أن هناك بعضا من مساوئ الاعتماد على عينات ومنها عدم مناسبة الأفراد المختارة لنوع الدراسة، ولكن تلك العينة تقضي على ذلك، ففيها يختار الباحث أفراد العينة المراد إجراء الدراسة عليها، ويتم هذا لأسباب قد تكون موضوعية أو ذاتية ولكنها تخدم موضوع الدراسة، فمثلا عند إجراء الدراسة على ظاهرة ترك الأطفال للتعليم في البادية ستقتصر أفراد العينة على أطفال البادية الذين تركوا مدارسهم.
8- العينة المنتظمة
هي عينة يخضع فيها مجتمع البحث لإجراءات وضوابط منهجية منتظمة ليصل بها الباحث إلى أفراد العينة، فبذلك تتميز تلك العينة بالانتظام والتحكم المتعمد.
لنشرح بوضوح تلك الإجراءات المتبعة كما شرحنا تعريف العينة في الإحصاء، وتتمثل تلك الإجراءات في عدة خطوات، فأولاً يقوم الباحث بتحديد عدد عناصر المجتمع (لنفترض أنهم 50) وعدد أفراد العينة المراد قيام الدراسة عليه (10)، ثم يرتب الأرقام ترتيبًا تسلسليًا، فيقسم عدد عناصر المجتمع على عدد الأفراد وبذلك ينتج رقم ويصبح هو الفاصل بين كل مفردة يتم اختيارها للعينة والمفردة التي تليها (5)، ثم يتم اختيار رقم عشوائي من بين أول رقم تسلسلي حتى الرقم الفاصل الذي تم حسابه (لنفترض مثلا 4)، وتتم بذلك العينة حيث يتكون أفرادها من الأرقام التسلسلية التي تفصل بين الرقم الفاصل والترتيب الذي يليه (4,9,14,إلخ).
9- العينة العنقودية
هي آخر نوع من العينات في مقالنا تعريف العينة في الإحصاء، وتشبه العينة الجغرافية أو عينة المساحة حيث تقوم على اختيار مكان معين لإجراء الدراسة، فهنا تقسم العينة المراد دراستها إلى عينات أصغر، وقد تشبه العينة الطبقية مع اختلاف ضرورة جعل العينة تتضمن أفراد من كل طبقة، ولكن هنا نستطيع الاكتفاء بعنقود واحد والاستغناء عن الآخرين حيث أن كل العناقيد يتميزون بنفس الخصائص.
في نهاية مقال تعريف العينة في الإحصاء نستنتج أنه لا يمكن الاستفادة من أهمية علم الإحصاء إذا لم نهتم بالعينة الإحصائية وأفرادها، فهي أول وأهم عنصر في الدراسة مع اختلاف أنواعها الملائمة لمختلف مواضيع الدراسة ومختلف أنواعها، وأن ينتج عن ذلك وجود سلبيات لاستخدام العينات الإحصائية يجب على الباحث مراعاتها.